Derb Touil (El-Jadida)
اشتكوت على حجر فرق لحالي وداب
سألت البحر كيف يدوب الصخر من وثقٍ
بكى دموع الألم حتى فاض وتاه
سمعت صوتاً تردده الرياح
يحطمه زفير الأمواج
على مسمعي نعيق لا أفهم معناه
أركد في كل الإتجاه
علني أدرك مثواه
لا الريح توقفت
ولا أنفاسي انقطعت
تائه بدون شراع
لا مرسَى هناك ولا قلاع
ولا لمن أوجه النداء
خطف بصري مدخل
بين الصخور… قصدته
فإذا بنور فيه. يجذبني
كلما اقتربت فاء عني
كأن البينات تزحزحني
إلى الأمام تدفعني
واقفاً قانتاً أتطلع الآن
بدون كرّة إلى الوراء
حطمت خوفي واتجهت للأمام
وبإلحاح ثَقِفْتُهُ منبهرا
خيال جدي مُتَوَلياً شطري
يأمرني بالإنتظار… أولاً
رعشة من قدمي بدأت
بالفؤاد تجمدت وانبهرت
بدأ يتضح الكلام
فوضعت نفسي للاستسلام
قاطعتم الرحيم بينكم بالشتائم
هكذا يجوب ويقول
أخرجتم أبناء عِرقي من منزلي
بالمزامير والطبول
وبالدرب فضحتم عرضي
بين الفتيان والشبان والكهول
وأخدتم الإسم الذي رفعت قيمته
بين المحاكم تنزفون سمعته
بنيت به الشعر والقوافي
وطوّعت به اللّين والعاصي
وجعلته يسمو في السماء العالي
حتى أدركت المشيخة
وتركت لحدي أمانة بين أيديكم
إن تَقَفَّلَتِ الأبواب فبيتي يأويكم
لا هو بيت ولا هي زاوية
كل ما فيها… أصبحت خالية
تسكنها القطرة والرطوبة
تأكل كل يوم من جدرانها
خوفي ثم خوفي..من انهيارها
دمكم أصبح رخيص
يجري في الشريان بئيس
أصبح قديم و عويص
ليست به خلّة ولا ونيس
وبيتكم أصبح . هشيش
سكنته الجردان والخنافيس
فأصبحتم شرذمة من خسيس
إلى أين أنا راجع ؟؟؟
لا الدرب بقي مثل دربي
والأهل كالأهلَّة اختفوا وارتحلوا
وخوفي أن أكون في الحي غريبا
وأشرب من الحنظل غريفا
لا الجديدة بقيت هي مدينتي
ولا المناء بقي الجَنَفُ به راحتيٍ
حتى الشواطئ تغيرت
حقاً تجملت وازدهرت
وبالألوان والضياء تنورت
ولكن أين هذا من موطن
ومن مسقط رأسي ومنزل
كل الأماكن يختانون بصري
هل أصدقهم أم هذا قدري
غوثاه رباه أين الطريق
هل أموت هنا ؟؟؟؟؟؟؟
وأنسى الصديق والرفيق
أو ذلني على الطريق
حليييييم فلوريدا 6/26 /2013